إعلان الرئيسية

وجوب السكن على الزوج وأدلة وجوبه




قد أمر الله تعالى بوجوب السكن على الزوج في قوله: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ﴾ (الطلاق: 6)

أولاً: يجب على الزوج تهيئة المسكن المناسب للزوجة:


يجب على الزوج أن يهيئ المسكن المناسب، المحتوي على ما يلزم للحياة الزوجية في المكان الذي يختاره الزوج، والأزواج إنما يسكنون غالباً في المحل الذي يعملون فيه.

 " يهيئ الزوج المسكن المحتوي على اللوازم الشرعية حسب حاله وفي محل أقامته أو عمله، وعلى الزوجة بعد قبض مهرها المعجل متابعة زوجها ومساكنته فيه، وعليها الانتقال إلى أيّ جهة أرادها، ولو خارج الدولة بشرط أن يكون مأموناً عليها، وان لا يكون في وثيقة العقد شرط يقضي خلاف ذلك، فإذا امتنعت عن الطاعة يسقط حقها في النفقة ".

وصفة المسكن المناسب " يجب أن يكون المسكن بحالة تستطيع الزوجة معها القيام بمصالحها الدينية والدنيوية، وان تأمن فيه على نفسها ومالها ".

والسكن الذي يجب على الزوج تهيئته بلوازمه ينبغي أن يكون مناسباً لحاله وقدراته، فالناس يتفاوتون في الغنى والفقر، والعسر واليسر، والمساكن ولوازمها من المتاع والأثاث تفاوتاً كبيراُ، والشارع لا يكلف نفساً إلا وسعها، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ﴾ (الطلاق: 6)

والوجد: السعة، قال ابن كثير في تفسير الآية الكريمة: " قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: يعني سعتكم، حتى قال قتادة: إن لم تجد إلا جنب بيتك فأسكنها فيه "

والسكن جزء من الإنفاق الذي ألزم الله به الزوج، والقاعدة العامة في الإنفاق سكناً وكسوة وطعاماً وعلاجاً هو وسع الزوج، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى:

﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (البقرة: 233)

والمعروف ما تعارف عليه الناس في مثل حال هذا الزواج، فلا يكلف المضيَّق عليه في رزقه أكثر من الحصول على غرفة يأوي وزوجه إليها، فإن كان في الرزق سعة وسع على نفسه وزوجه.

ولا يجوز للزوجة أن تطلب مسكناً يشقُّ على الزوج تهيئته كأن يكون بعيداً عن مكان عمله، أو يكون ثمنه أو أجرته مرتفعة لا تتناسب مع دخله.

ثانياً: الأدلة الدالة على وجوب السكن على الزوج:


أوجبت الشريعة على الزوج إيجاد السكن المناسب له ولزوجته، فإنّه جزء من النفقة التي أوجبها الله عليه تجاه زوجته.

وقد استدلَّ أهل العلم على وجوب تهيئة الزوج السكنى للزوجة بقوله تعالى في حق المطلقة الرجعية: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ﴾ (الطلاق: 6)

وقال ابن قدامة مبيناً وجه الدلالة من الآية على وجوب المسكن للزوجة على زوجها: " إذا وجبت السكنى للمطلقة ففلتي في صلب النكاح أولى ".

واستدلَّ بواقع الحال، فالزوجة لا تستغنى عن المسكن، للاستتار عن العيون، وفي التصرف والاستمتاع وحفظ المتاع.


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

أهلا ً ومرحبا ً بكم في | مجتمعيات | تسعدنا أرائكم ومشاركتكم معنا دائما ً ، فلتشاركونا بأرائكم التي تتزين بها | مجتمعبات |