إعلان الرئيسية


أهلاً ومرحباً بكم أعزائنا زوار ومتابعي مجتمعيات الكرام في كل مكان 

في موضوع جديد يجمعنا، وموضوعنا اليوم عن:

أهمية الزواج ومشروعيته وحكمه

تعريف الزواج


يُعرف الزواج بأنه:
" عقد بين رجل وامرأة تحلَّ له شرعاً، لتكوين أسرة"

والمراد بالعقد: " الاتفاق بين طرفين، يلتزم كلٌّ منهما بمقتضاه تنفيذ ما اتفقا عليه، كعقد البيع والزواج " 

وطرفا عقد الزواج هما الرجل والمرأة، ولذا نص عليهما في التعريف

والعقد كما هو واضح من التعريف اتفاق يبنى عليه التزام، كما تبنى عليه آثار قانونية، كحل الاستمتاع بين الزوجين، والمهر والنفقة، أما الاتفاق الذي لا تترتب عليه اثار قانونية فلا يسمى عقداً، كالوعد بالبيع والخطبة.

وقد أبان التعريف ان المرأة التي يجوز ان تكون زوجة، هي التي أحلَّ الشارع الزواج منه، فلا يجوز ان تكون اماً او بنتاً او اختاً، وسيأتي تفصيل القول في المحرمات من النساء في مبحث قادم.

وأظهر التعريف الغاية من عقد النكاح، وهي تكون الاسرة، والاسرة تتكون من الزوجين والأولاد.

والزواج في اللغة: الاقتران والارتباط، وتقول العرب: زوج الشيء، وزوجه اليه: ربطة به

ويطلق على كل واحد من الزوجين اسم الزوج إذا ارتبطا بعقد النكاح، قال تعالى مخاطباً آدم: ﴿اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ (البقرة: 35)

والنكاح في اللغة: الضمُّ والجمع، تقول العرب: تناكحت الأشجار، إذا تمايلت وانضم بعضها إلى بعض.
وسمي العقد المعروف بين الرجل والمرأة باسم النكاح؛ لأن كل واحد من الزوجين يرتبط بالآخر، ويتقرن به، يقول القُونَوِي: " سمي النكاح نكاحاً لما فيه من ضمّ احمد الزوجين إلى الآخر شرعاً، إمام وطأ، وإما عقداً، حتى صارا فيه كمصراعي الباب "

أهمية الزواج 


للزواج أهمية عظيمة في حياة الأمم والأفراد، وقد اتمت الشريعة الإسلامية بالزواج كثيراً، ويمكن ان نبرز مدى أهمية الزواج عبر النقاط التالية:

1- جعل الله الزوجية قاعدة الخلق جميعاً ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾

2- خلق الله لنا من أنفسنا ازواجاً لنسكن اليها، وهذا الخلق على هذا النحو آية من آيات الله الدالة على بديع صنعه ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾  (الروم: 21) 

3- بالزواج يكون التناسل والتكاثر، وبه تقوى الأمم، وتحفظ من الزوال، فالأمم القليلة – في الغالب – ضعيفة مستذلة. 

4- بالزواج يعفٌّ كلٌّ واحد من الزوجين نفسه عن الوقوع في الفاحشة، وبه يحصل السكون النفسي والطمأنينة القلبية، فالزواج استجابة لنداء الفطرة، وعدم تلبية ذلك النداء يحدث في النفس اضطرابات تؤثر على أصحابها، وتضر بهم 

5- في ظلال بيت الزوجية تتربى الذرية الذين هم ثمرة الزواج، ويجدون في هذه البيوت الأمن والرعاية والتوجيه والتقويم، والمجتمع ذو الأسر القويمة مجتمع قوي متماسك. 

6- بالزواج تنشأ الروابط والعلاقات في المجتمعات الإنسانية، فعن الزواج تنشأ العلاقة الوثيقة بين الزوجين، وعنه تنشأ الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة والعمومة والخؤولة ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا﴾ (الفرقان: 54) 

7- بالزواج تحفظ الأنساب ومن غيره تختلط، وتضيع، وينشأ من هذا الاختلاط دمار كبير في المجتمعات الإنسانية.

مشروعية الزواج 


جاءت النصوص كثيرة وافرة آمرة بالزواج ومرغبة فيه وحاثَّة عليه، كقوله تعالى:

﴿أَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾ (النور: 32) وقوله:﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ﴾ (النساء: 3).

وأنكر الرسول بقوة على الذين أرادوا التبتل والانقطاع عن الزواج، وأخبر ان الزواج من سنته، ومن رغب عن سنته فليس منه.

ولكثرة النصوص الآمرة بالزواج والحاثة عليه اجمع المسلمون على مشروعيته، يقول ابن قدامة: " الأصل في مشروعية النكاح الكتاب والسنة والاجماع.....، وأجمع المسلمون على ان النكاح مشروع".

حكم الزواج 


ذهب بعض اهل العلم – منهم الظاهرية – الى ان الزواج فرض عين يأثم من تركه، ومنهم من ذهب الى انه فرض كفاية كالجهاد وصلاة الجنازة، وذهب جمهور العلماء الى ان النكاح واجب على كل من تاقت نفسه إليه، وخشي على نفسه الوقوع في الزنا، وانه مستحب لمن ملك زمام نفسه، وحرّمه بعضهم في حالة عدم قدرة الزوج على اعالة الزوجة، أو في حالة عدم قدرته على معاملتها معاملة حسنة، وخوفه من ظلمها، او في حال عدم الرغبة في الزواج، وقال بعضهم: ان الأولى لمن لا تتوق نفسه للزواج التفرغ للعبادة.

والذي يظهر لي ان النصوص المرغبة في الزاج قد دلت على الاستحباب المؤكد، واستقراء المنهج القرآني يدل على أنَّ بيان المشروعية كافٍ في دفع المكلفين الى الزواج، ذلك أنَّ المشروعية او الندب تردع الذي يَدْعون إلى العزوبة والتبتل والترفع عن الزواج، كما تردع الذين يعدُّون في العزوبة فضيلة وقربة إلى الله.

فإذا استقر في النفوس أنَّ النكاح ليس رذيلة، بل هو مشروع وفضيلة، فإنَّ الغريزة الجنسية المغروسة في أعماق النفس البشرية تكفي لدفع أصحابها إلى الزواج، ذلك أنَّ هذه الغريزة ذات قوة هائلة، تدفع صاحبها دفعاً قوياً لإشباعها، ولا تحتاج إلى أوامر صارمة، كي يستجيب المرء لنداء الفطرة، وهكذا الحال في الطعام والشراب، يكفي كي يندفع المسلم لتحصيله ان يعلم المرء حلّه ومشروعيته، وقد عهدنا من الشريعة انها لا تكثر من إيجاد الدوافع الخارجية للأفعال التي لها دوافع من داخل النفس، كالنكاح والطعام والشراب ورعاية الأولاد

أما إذا كانت الأفعال ليس لها دافع من داخل النفس، فإن الشريعة توجد لها مرغبات خارجية لإيجاد الدافع المرغب في الفعل، كالجهاد وإيتاء الزكاة وبرَّ الوالدين.

فإذا كانت الغريزة الجنسية معدومة عند بعض الناس، أو كانت موجودة فزالت لمرض أو كبر، فلا يقال: إنَّ الزواج في حقَّ مثل هذا الرجل مستحب أو واجب، لأنَّ علة الوجوب – وهي خوف الزنا – غير موجودة، ومقصود النكاح تحصيل الولد، وتكثير النسل، وهذا كله غير موجود فيمن لا شهوة عنده.

ولكن لا يجوز ان يقال: إن الزواج محرَّم في حقّ مثل هؤلاء، لأنَّ في الزواج مقاصد أخرى يمكن ان تتحقق، من ذلك أُنس كل واحد من الزوجين بالآخر، وإنفاق الزوج على زوجته، وتهيئة الزوجة البيت وإعداد الطعام، وكل ما يقال: إنه يجب على الطرف العاجز عن الوطء ان لا يدلس على الطرف الآخر، بل عليه ان يبين له، ويكشف ما به من عيب، فإن رضي الطرف الآخر بالزواج، فلا حرج عليه.

" والله أعلى وأعلم"

وفي النهاية نتمنى لكم دوام السعادة والخير والاستقرار في حياتكم

وإلى اللقاء في موضوع جديد يجمعنا على خير إن شاء الله
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

أهلا ً ومرحبا ً بكم في | مجتمعيات | تسعدنا أرائكم ومشاركتكم معنا دائما ً ، فلتشاركونا بأرائكم التي تتزين بها | مجتمعبات |