احذروا شركات الوهم والنصابين

الفقر Poverty

الفقر ذلك الوباء المتجسد في كل معاناة فقير في أي مكان في العالم يعاني من هذا المرض القاتل والوباء الفتاك الذي يفتك بالإنسان بدون رحمة أو هوادة

ولطالما كان السبب في كل مشاكل مجتمعنا التي نشهدها ونراها بأعيننا ونشعر بها متألمين منها أشد الألم
فالفقر بتبنى كل ما هو هادم وقاتل ، وكأنه شبح يتقمص أسوء الأشكال وأقواها فسادا ً ، وأقصاها شرا ً ، شبحا ً يحمل الموت في والتشرد والجوع في كل مكان يذهب إليه .

ولمعرفة كل شيء عن الفقر يجب أولا ً أن نتعرف على :

ما هو الفقر بمختلف تعاريفه ؟

ـ يعرف الفقر في اللغة على أنه العوز والحاجه لكل ما يحتاج إليه الإنسان من المتطلبات الضرورية والحياتية المختلفة 

وقد يختلف مفهوم الفقر من حضارة إلى أخرى 

ـ ويعرف الفقر أيضا ً على أنه : الحرمان في أشد حالاته ، وعدم القدرة على الحصول على المتطلبات الخدمية الأساسية ، وأيضا ً على أنه عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة .

إحصائيات البنك الدولي لنسبة الفقر في العالم 

جاء تقرير البنك الدولي لأحصائيات نسبة الفقر في العالم لعام 2015 حوالي 702 مليون إنسان تحت خط الفقر ، وكانت أخر الأحصائيات في عام 2012 تفيد بأن نسبة الفقر حوالي 13% من سكان العالم  ، وتعد تلك الأحصائيات ليست بالدليل الكافي لمعرفة كافة الأحصائيات الحقيقية فقد تختلف الإحصائيات من دولة لدولة أخرى وعلى حسب ظروف المعيشة لكل دولة فكل دولة تختلف عن الأخرى من حيث تعريف الفقر كنسبة وتناسب ، فهناك دول أوربية يعتبر الفقير عندها يعادل إنسان غني في دولة فقيرة مثل دول أفريقيا ، كما تعتبر أفريقيا الأكثر استحواذا ً على نسب الفقر ،  لعدم توافر الموارد الكافية وكثرة سكانها ، وكثرة الصراعات الداخلية التي تؤثر بالسلب على مواطنيها فالفقر لا يوجد إلا من خلال الصراعات وغياب العدالة والمساواة .

ما الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الفقر ، أو ما هي أسباب الفقر ؟

ــ إن من أهم الأسباب التي تؤدي الى انتشار الفقر هو عدم المساواة وغياب العدالة ، وعدم تكافئ الفرص بين الأفراد ، فالفقر هو نتيجة للعنصرية بشتى أنواعها سواء كانت عنصرية بشرية بمعنى التفرقة بين شخص وأخر على حسب مستواه أو جنسيته أو لونه ،أو جغرافيا إقليمية بمعنى التفرقة بين مكان والأخر على حسب مستوى الأفراد الذين يعيشون به 
ــ ويعتبر من أكثر العوامل المساعدة بل الأساسية في أسباب الفقر ، هو جشع الحكام وطمعهم الذي يجعلهم لا يهتمون بأصوات الفقراء بل يهتموا بأصوات ذي النفوذ ، المالكين لرأس المال أي الأغنياء ورجال الأعمال ، فهذه التفرقة تجعل حال الفقير كما هو وحال الغني كما هو ، وفي هذه الحالة لا مساواة ولا عداله اجتماعية وبالتالي انتشار الفقر بصورة كبيرة .
ــ كبرياء الإنسان الغني وغروره وقساوة قلبه وفقدانه للرحمة ، فلو توافرت الرحمة والضمير في قلب كل إنسان لاختفى شبح الفقر وانتهى أمره إلى الأبد .
ــ وهناك أيضا ً الحروب والاستعمار والصراعات الداخلية في الدول الفقيرة التي تساعد على تفشي وانتشار وباء الفقر بين أفراد مجتمعها. 

وهنا نرى أن جشع الإنسان وطمعه وعدم توافر الرحمه بداخل بعض الناس الذين بيدهم الأمر وعدم توافر العدل والمساواة في مبادئهم ، هو السبب الرئيسي في انتشار الفقر وأهم الأسباب ، فهو المؤدي إلى كل الأسباب الأخرى ، فلو كان كل إنسان مسئول يراعي ضميره ولا يفرق لما آلت إليه الأمور إلى هذا الوضع ، فطمع الإنسان في السلطة والنفوذ والمال يطغى على كل شيء ، يطغى على حقوق الغير

كيف يمكن محاربة الفقر والقضاء عليه ؟ 

إن محاربة الفقر والقضاء عليه ليس بالأمر السهل أو البسيط ، فالفقر يتجسد في كل شيء سيء ، فالدول المتقدمة وذات المراتب الأولى في العالم من حيث التقدم والاذدهار ، ما كانت لتصل لهذا التقدم والرقي إلا بعدما حاربت الفقر وقاتلته قتالا ً شرس ، وقضت على معظمه 

فإن وجد الفقر في مكانا ً ما ، ذاد الجهل والتخلف والتراجع ، حتى الوصول إلى الهاوية والهلاك 

ومن أهم النقاط الأساسية في محاربة الفقر :

ــ  العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد المجتمع ، وتكافئ الفرص في العمل ، وعدم التمييز بين أحد على حسب مستواه المادي ، ونفوذه 
ــ  عمل مشروعات تكافل اجتماعي بين أفراد المجتمع ، ومشاركة الأغنياء في تلك الأعمال الخيرية التي تساهم في محاربة الفقر والعشوائيات  
ــ الحث على العمل وتوفير كافة فرص العمل الممكنة للفقراء وأبنائهم ، ومساواتهم بأبناء الأغنياء في الحصول على فرص العمل ما دام المتطلبات الوظفية والتعلمية متوفرة 
ــ الزكاة ، فيجب على الأغنياء أو من هم ذوي المستوى المتوسط الزكاة على الفقراء ، فلو كان كل إنسان يساعد من هو أقل منه مستوى لكانت الحياة أفضل بكثير مما نراه الآن 
ــ الاهتمام بالتعليم والصحة والخدمات الأساسية مثل المياه والأغذية في القرى والريف والصعيد والأماكن النائية التي يهملها الكثيرين من المسئؤالين .
ــ تطبيق القانون على الغني قبل الفقير ، فمن يخطئ يتحمل نتيجة خطأه ، ولا دخل بألقاب أو نفوذ أو سلطة أو أموال في تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع .
ــ الاهتمام بصوت الفقير في كل أمور الحياة ، من تعليم وصحة وإسكان ومطالب حياتية ضرورية مثل المآكل والمشرب ، فتلك أقل المطالب التي يتمنى الفقير توافرها في حياته .
ــ مساعدة الشباب في تنفيذ مشروعاتهم الخاصة ، ما دامت الوظائف الحكومية غير متوفرة ، فالمشروعات الصغيرة من أهم الأساسيات في محاربة الفقر ، فإذا ذادت البطالة ذاد الفقر .
ــ عمل مؤسسات لدراسة وضع الفقراء ومساعدتهم ومساندتهم هم وأسرهم 

ـــ في النهاية أعزائنا ، إذ لم نغير من أنفسنا لن تتغير أوضاعنا وأحوالنا إلا إلى الأسوء والأسوء ، فما نراه الآن من جشع وطمع وعدم الإيمان بالله تعالى ، وعدم وجود الرحمة وغياب المساواة والعدالة تلك هي أسلحة الفقر التي يقتل ويفتك بها مجتمعنا ، فإن أسقطنا أسلحته قتلناه وصار مجتمعنا في خير وطمأنينة ، فالفقر يقتل الأمان بنشره الخوف ، يقتل الحياة بنشره الجوع والتشرد ، يقتل الإيمان بالله بنشره الفساد والجرائم المختلفة ، وفي النهاية يقتل إنسانيتنا وأرواحنا . 

فمن كان بإمكانه مساعدة غيره فليساعده فهو لن يخسر شيء بل سيكسب الكثير والكثير من حب وثواب وإن لم يملك ما يعطيه فليساعد غيره في إيصال صوته وحاجاته إن كان في استطاعته ذلك .

أعزائنا في كل مكان يسعدنا دائما تواصلكم معنا ومشاركتكم وتعليقاتكم وآرائكم فشاركونا بها 

ولنا لقاء جديد في موضوع جديد يجمعنا على خير إن شاء الله