احذروا شركات الوهم والنصابين

أهلاً ومرحباً بكم أعزائنا زوار ومتابعي مجتمعيات الكرام في كل مكان

في موضوع جديد يجمعنا، وموضوعنا اليوم هو:

البطالة والوظائف الوهمية

(البطالة قد بلغت ذروتها) حقيقة ولا جدال فيها واضحة وضوح الشمس رغم ما يُبث من أخبار كاذبة من خلال هذا الإعلام المنافق تدعي انخفاض نسبة البطالة

ولكن لنتعرف سوياً على معنى البطالة أولاً:

ما هي البطالة:

البطالة هي عدم وجود فرص عمل أو وظائف للأفراد القادرين الباحثين عن فرصة عمل يعيشون منه ولم تُمنح لهم أو تتوفر أي فرصة.

وتعريف البطالة ينطبق بصورة واضحة على ما نعيشه الأن ونراه بأعيننا فكم شخص قد تخرج من كليته وأكمل تعليمه ووجد فرصة عمل كريمة تناسبه وتناسب مؤهله الذي حصل عليه، سنين من التعليم وتعب الأهل وتحملهم الظروف الصعبة من أجل ذلك، من أجل أن يجدون أبنائهم قد وصلوا إلى مكان يناسبهم، ليفتخروا بهم ويرون ثمرة تعبهم وجهدهم في تعليم أولادهم

حتى هؤلاء الشباب الذين تكبدوا المشقة والجهد الكبير منذ الصغر ليكملوا تعليمهم ويساعدوا أهلهم فمنهم من عمل في وظيفة بسيطة جداً وكثيراً ما تكون مُرهقة نفسياً أو جسدياً لهم ولكنهم وجدوا ظروف أسرتهم لا تساعدهم على ان يكملوا تعليمهم فسعوا هم جاهدين لتغيير تلك الظروف حتى يساعدوا أسرتهم ويكملوا هم تعليمهم وبرغم تلك الظروف وبرغم ما عاشوه من تعب نفسي وجسدي ألا انهم أكملوا تعليمهم وتخرجوا، ولكن تخرجوا ليجدوا لا شيء وليجدوا أحلامهم وطموحاتهم تتحطم أمامهم

فهناك من حصل على مؤهل عالي أو مؤهل فوق المتوسط أو مؤهل متوسط، ولم يجدوا ما كانوا يتخيلونه، لم يجدوا أمامهم سوى البؤس المعيش والوظائف التي تأخذ أكثر مما تعطي

حياة كان يظنون بها خيراً فوجدوها عكس ما ظنوا بها، وجدوها حياة مليئة بالأحلام والآمال المُحطمة، مليئة بتلك الوظائف الوهمية التي غالباً ما يُخدعون بها فيتملكهم اليأس في نهاية الأمر 

الوظائف الحكومية

كانت الوظائف الحكومية سنداً كبير للناس وخاصة الشباب الذين كانوا يبحثون عن فرصة عمل تُعينَهُم على ظروف الحياة الصعبة، ورغم أن البطالة شيئاً ليس بجديد علينا، ولكن لم تصل إلى هذه الدرجة وبهذه الصورة الكبيرة التي وصلت لها، فكانت الوظائف الحكومية متاحة إلى حداً ما، وكانت هناك فرص عمل في الشركات الحكومية يُعلنون عنها من وقت إلى أخر، ورغم الفساد والواسطة والرشوة إلا أنه كان يتم تعيين الشباب حتى وإن كانت بينهم نسبة كبيرة قد عُينت بدفع رشوة إلى أحد الفاسدين ورغم أن هذا الشيء هو بمثابة قتل لطموحات الكثيرين وعدم تكافؤ الفرص بين الشباب، ولكن على الأقل كانت هناك نسبة معينة يتم تعينيها في هذه الوظائف الحكومية وهذا أمراً جيد

فبرغم أن هناك من يتم تعيينهم بالواسطة أو الرشوة إلا أن ذلك يُخفض من نسب البطالة وهذا ليس مبرر لفعل ذلك، ولكن ما نُريد قوله هنا، أن وجود فرص عمل حكومية يتم تعيين الشباب فيها أفضل من لا شيء.

ومنذ حوالي 5 سنوات لم يتم التعيين في وظائف حكومية برغم خروج كثيراً من الموظفين والعاملين في القطاع العام أو الحكومي فمؤخراً وبالتحديد في يناير 2018 قد خرج على المعاش حوالي 300.000 موظف في أماكن مختلفة في القطاع الحكومي وكان من المفترض أن يتم الإعلان عن تلك الوظائف المتاحة ليتم سد العجز الذي تركه خروج هؤلاء الموظفين، وكانت هناك أخبار شائعة من التنظيم والإدارة عن أنه سيتم الإعلان عن 150.000فرصة عمل رغم خروج ضعف هذا العدد ولكن كما نقول " أفضل من لا شيء "

ولم يتم الإعلان عن شيء رغم حاجة تلك الأماكن إلى تعويض ذلك العدد ورغم العجز الذي أعلنت عنه جهات كثيراً في أماكن مختلفة حتى قبل خروج هذا العدد من موظفي القطاع الحكومي.

ولكن هذا هو ما يحدث، تلاعب واستخفاف بعقول الناس ونهج غريب مُتبع لا خير منه ولا فيه

وهم الوظائف الحكومية وخداع المواطنين

أنه لشيء مُحزن ما يحدث وما نراه ونعيشه من خداعاً للناس واستغلالاً لظروفهم فبدلاً من مساعدة هؤلاء الشباب وإتاحة فرص عمل مناسبة لهم، يتم استغلال حاجتهم لتلك الوظائف، فيتم الإعلان عن وظائف حكومية في قطاعات مختلفة ونجد في النهاية أن تلك الإعلانات والمسابقات ما هي إلا وهم وخداع واستثمار دنئ من تلك الجهات المسئولة عن هذه المسابقات والوظائف المُعلن عنها لجمع الأموال من هؤلاء المتقدمين لتلك الوظائف الوهمية على أعيُن ومسمع من الجميع ومثال على ذلك مسابقة الشهر العقاري التي تمت منذ عام 2013 وحتى الأن لم يتم إعلان نتيجتها وأيضاً ما حدث في مسابقة كاتب رابع لعام 2016 من ظلم بيّنّ للمتقدمين

والتي قد قمنا بعمل موضوع كامل مُستفيض عن هذه المسابقة يمكنكم الاطلاع عليه وقراءته هنا: 

حول مسابقة كاتب رابع 2016 بالنيابة الإدارية

فبرغم ما يعيشه الناس وما يعانونه من تلك الظروف الصعبة وارتفاع الأسعار في كل شيء، ارتفاع الأسعار الذي أثر على كل شيء في حياتنا بالسلب وأنشأ داخل الناس معاناة معيشيه ومادية ونفسية مُدمرة

برغم كل ذلك يستنزفون أموال الناس مُستغلين حاجتهم الشديدة إلى تلك الوظائف

لُتُعينهم على محاربة هذا الغلاء الذي جعل الناس يُكلمون أنفسهم من كثرة التفكير ومن كثرة الحاجة

هذه هي الوظائف الحكومية الوهمية، ما هي إلا وسيلة لجمع المال ممن هم بحاجة إلى المال وبحاجة إلى العمل وبحاجة إلى الحياة 

الوظائف الخاصه (وظائف القطاع الخاص)

بالنسبة للوظائف الخاصه أو ما يُعرف بوظائف القطاع الخاص فمن المعروف ان الوظائف الجيدة والمُجزية في القطاع الخاص إن وُجدت، لا يتم التعيين فيها إلا بالواسطة أو الرشوة أيضاً اما الوظائف العادية في القطاع الخاص إن وُجدت أيضاً، فإنها تأخذ أكثر مما تُعطي، تأُخذ من الجهد والوقت أكثر مما تتركه وتعطي مرتبات ضعيفة لا توازي المجهود المبذول فيها

هذا ما وصلنا إليه وهذا ما نعيشه في ظل ارتفاع الأسعار والذي من المفترض أن تتوفر فرص عمل في كلا القطاعين العام والخاص وبالأخص القطاع العام أو الحكومي (الوظائف الحكومية) أكثر من الماضي بسبب ذلك الارتفاع الهائل الذي نشهده ونعاني منه فأغلب شركات القطاع الخاص بسبب رفع الأسعار منهم من قام بإيقاف التعيين بل وتصفية الموظفين لتوفير بعض المال بسبب ذلك الارتفاع 

ومنهم من أوقف عمله نهائياً وقام ببيع شركته وتصفية جميع الموظفين، ومنهم من يُحمل الموظفين عبئ كبير إما بزيادة ساعات العمل أو خفض المرتبات

وشركات الوهم أو الوظائف الوهمية التي تخدع الشباب وتحتال عليهم مستغلة حاجة الشباب للعمل من ناحية وارتفاع الأسعار من ناحية أخرى.

المشاريع الخاصة أو الصغيرة، وقروض الشباب

أما بخصوص المشاريع الخاصة وقروض المشاريع الصغيرة أو قروض الشباب، فهذا أسوء بسبب سياسات البنوك ورفع قيمة الفائدة على القروض بما فيها قروض الشباب، وكل ما يُعلن عنه من تيسير حصول الشباب على تلك القروض ومساعدتهم في انشاء المشاريع الصغيرة الخاصة بهم وانخفاض نسبة الفائدة ما هو إلا كذب وخداع

وهذا ليس كلام أو تجني عليهم ولكن أصدقاء كُثر عرفنا منهم هذه الحقيقة

فقد حاولوا الحصول على هذه القروض لعمل مشاريع تُغنيهم عن الوظائف بعدما فقدوا الأمل في التعيين، ولكن ما وجدوه عكس ما سمعوا عنه ويمكنكم الاطلاع على هذا الموضوع كمثال بسيط :

شاب حاول الحصول على قرض مشروعك - انظروا ماذا حدث معه ؟

إذن هناك أسباب كثيرة تجعل الوظائف الحكومية في هذا الوقت هي طوق نجاة بالنسبة للكثيرين، وتجعل منها أملاً وحُلم كبير بالنسبة لهم وللأسف كما نرى بأن هذا الأمل والحُلم لا ولن يتحقق إذا استمرت سياسة التوظيف كما هي الأن.

وفي النهاية نتمنى لكم دوام الخير والسعادة في حياتكم
وإلى اللقاء في موضوع جديد يجمعنا إن شاء الله

وكل عام وأنتم بخير